بداية رحلتي في بناء عادة كتابة المحتوى والتدوين الشخصي
الجمعة، 28 يونيو 2024
تجارب شخصية
لدي من فترة طويلة رغبة في كتابة مدونة شخصية تعكس تجاربي وأفكاري عن كل اهتماماتي الشخصية والمهنية، ولكن كنت أواجه تحدي دائمًا ما يعرقلني ألا وهو المثالية!
فبعد محاولات فاشلة عديدة للتدوين من أيام رواج مدونات WordPress قبل 2010، ومن بعدها منصة Caramela قبل 2018، حتى الفترة الأخيرة Linkedin وSubstack. أدركت أن المثالية الزائدة كانت السبب الرئيسي في تضخم التطلعات وصعوبة المخرجات الذي أدى إلى عدم التنفيذ. رغبتي في الكمال والظهور بطريقة أعتقد أنها تمثلني كانت تجعلني أؤجل البدء مرارًا وتكرارًا.
على النقيض في تويتر وانستاقرام، كانت تجاربي في صناعة المحتوى في مجتمعات صغيرة لها أثر جيد على جودة متابعيني والعلاقات المكتسبة منها: وأعتقد أن ذلك بسبب بساطة تلك المنصات وسرعة التفاعل فيها (مردود عاطفي يحمسك تعطي)
.
لذلك قررت أن أبسط الأمور وأبدأ بالتدوين بدون التفكير الزائد والبحث عن المثالية، وحتى اصل لهذه المرحلة يجب أن اقلل الاحتكاك الذي أمر به كل مرة احاول اكتب فيها محتوى غير ممل في القراءة؛ لذلك قررت أطبق التالي:
نمذجة عملية صناعة المحتوى
حتى تضمن استمرارية جيدة يجب أن تفصل المبادرة الكبيرة التي تود تنفيذها إلى مراحل وخطوات أصغر قابلة للتكرار والتنفيذ، وفي كتابة المحتوى هذا شيء ممكن. على سبيل المثال، تحديد نموذج لهيكلة كتابة المقالات مثلا أو وضع محاور رئيسية لتحديد الأفكار، أو اعتماد أسلوب التصميم الذي سأنفذه على صور غلاف التدوينة أو الرسومات التي داخلها دون الإخلال بسلاسة التنفيذ (تذكر لازم ارضي المثالي اللي في داخلي)
. قد تكون هذه العملية معقدة في البداية فقط، ولكنها ستبسط عملية التنفيذ بعد الانتهاء، وهذا الذي تعلمته خلال بناء العمليات في ثلاث شركات سابقة عملت فيها.
توسيع إطار المخرجات على مراحل
نحن كأشخاص ابداعيين، تحمسنا دائما الأفكار الجديدة المفاجئة، ولكنها تدفعنا خارج مسارنا الأساسي. بقدر ما اني احب عملية صناعة المحتوى بكافة مجالاتها، إلا اني سألتزم أمام نفسي (وامامكم طبعًا)
على الأقل خلال شهر بالحفاظ على جدول نشر متوازن ما بين عملي وقنوات التواصل الشخصية التي سأنشر فيها؛ حتى الآن لم أنتهي من مرحلة النمذجة ولكن إطلاق الموقع وهذه التدوينة هي الخطوة الأولى في هذا المسار.
اعتقد ان وسائل المحتوى متعددة وليست مقتصرة على الكتابة فقط، فقد كانت لي تجارب سابقة في صناعة محتوى الفيديو في بداية مسيرتي المهنية، المساحات الصوتية على تويتر ايضا تعتبر وسيلة جيدة لبناء مجتمع ومشاركة المحتوى، بالاضافة الى النشرات البريدية كوسيلة من وسائل المحتوى التي ارغب في التوسع نحوها؛ في النهاية، جميعها تعتمد على كتابة المحتوى وهي الخطوة الأولى التي سأركز عليها.
ما هو الهدف من هذه النشاطات؟
بكل بساطة، هدفي هو خلق منفذ إبداعي جديد خارج إطار العمل يعطيني الرضا الذاتي ويوظف طاقتي الإبداعية. في السابق كانت هواياتي مثل التصوير والتصميم وصناعة الفيديو والموسيقى من المنافذ الإبداعية التي ألجأ اليها عندما أشعر بحاجة لمشاركة فكرة أو شعور ما مع الكل. ولكن داخل إطار العمل يعد هذا الأمر غير مستدام، وذلك لأنك لا تصنع مادة تمثلك، بل تمثل هوية المشروع الذي تعمل فيه وطريقة تواصله، وكذلك تطلعات ورغبات جمهوره المستهدف، بالإضافة إلى تمثيل الأطراف ذات العلاقة مثل المؤسسين أو مجلس الإدارة ورؤيتهم تجاه كل نشاط.
وجود منفذ آخر أملكه 100% احدد ماذا يوضع فيه وماذا يمثلني ويعكس قناعاتي وتطلعاتي، سيعزز من بناء هويتي الشخصية (Personal Brand) التي أطمح أن أزيد من حضورها واستكمل محاولاتي السابقة في بنائها، بطريقة أكثر نضجًا وليست مدفوعة لأهداف مالية.
أؤمن أن كل إنسان لديه تجارب وخبرات تستحق المشاركة، ولا اؤمن بحبس المعلومات أو ما يسمى بـ (Gate keeping)، لذلك ستكون صناعة المحتوى وسيلتي في مشاركة المعلومات.
ما هي الخطوة التالية؟
سأشارك خلال الفترة القادمة تجاربي في مجالات الإنتاجية والادارة على الصعيد الشخصي، والمزيد من المواضيع المتعلقة بعملي مثل التسويق والإبداع وتقنياتها، سأشارك ايضا نماذج وقوالب للتخطيط والتقارير وطرق البناء التي طبقتها أو سأطبقها وكيفية صناعتها. تدوين هذه المعلومات سيساعدني على مشاركة المعرفة مع فريقي اولًا، ثم معكم ثانيًا. الهدف هو بناء عادة جديدة فوائدها تنعكس على حياتي الشخصية وعلى ممارساتي المهنية على حد سواء.
↲ شاركني مواضيع أو افكار تود ان اكتب عنها من خلال هذه التغريدة 🙌